الخميس، 10 سبتمبر 2015

الدنيا

الدنيا

هكذا الدنيا بنا تسير  .... من خضم أفراح إلي أعاصير

أمالنا فيها تصاوير .... معلقة علي حوائط من قوارير

نبني أحلاما من سراب .... نصحو لنراها كذرات الهواء تعانق ماء الغدير

أمال واهية نعم لكن .... ليس لنا بد سواها كأحلام العصافير

تظل طول الشتاء تحلم بالربيع .... فإذا بها تموت جوعا قبل أن يأتي البشير

أيامنا تغدو بنا .... تمنينا تلبسنا حلل من حرير

وإذا ما استدرنا في خطانا .... تسحقنا المقادير

نسير وفق هواها .... ولا نعلم إلي اين المسير

لا نحمل فوق أعناقنا زادا .... بل نحمل أملا مرير

لكل منا أحلامه  ... ولكل منا تدبير

أشتاق لأن أرقد يوما ... علي ثري يكسوه حصير

علي أن أجلس  يوما ... علي بساط يكسوه حرير

أن أصبح حرا وفقير  .... لا أن أصبح ملكا وأسير

أن أعلو فوق سما العالم ... بدون جناح وأطير

أن أزرع في كل ربوع الدنيا  ....  أزهارا يفوح منها أرق عبير

أن أشعل من نفسي شمعة .... تنير طريقا يوما لصغير

أن يصبح كل العالم اخوانا ...  يبنون يجمعهم حلم التعمير

لا أن نرضخ للدنيا .... هذي الأفاقة دار التزوير

كل ما مختل .... وما الحل ما دامت تسير

تقتل تهدم تصرخ تسحق ... لا من تغيير

هكذا الدنيا بنا تسير .... من خضم أفراح إلي أعاصير

نأتيك يا دنيا بابتسامات ... لنراك في البداية كالأم تلتقف الصغير

تدفئينا حبا حتي نتعود عليكي ... ثم لا مفر من التغيير

تكشفين عن وجهك الآخر ... فإذا به خندق كبير

كل من يحاول عبوره ... يقتل قبل ان يبدأ في المسير

فكيف النجاة منك  .. .. وهل من سبيل للنجاة؟!!!

هكذا الدنيا بنا تسير  ..... من خضم أفراح الي اعاصير


شعر: عبد الفتاح بدر
دسوق في 22ديسمبر 1996

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق