الأحد، 14 أكتوبر 2012

راقصت النور


رَاقــصــتُ النـــُور


وَقَفت مُرتَدِيةً فُســــتَاناً مِن نُـور

أبيضٌ كأنها بِنتٌ من بناتِ الحُور

وطَلَبت مِني أُراقِصُها عَلي وَقع

إبتِسَـــــامتِها لَيـَــالِي وعُصُـــور

فـَـرَمَيــتُ كُلَ أَوراقـــي وأقلامي

ومــاضٍ كَتبتُ فيه الشِعرَ بُحور

وَفَـقـــدتُ جَـــاذِبية الـزمـــــــنِ

ودَخــــــلتُ مــَــــــدَار النـُــــــور

ووجَــدتُ القَلبَ يَرقُصُ ويُغَنـِي

ولم يَشتَكِي القَيد أو أنه مَأسُــــور

فَعينَاها رغم أنها حَررتني قَيدتني

ونَظَـــمتنِـــي فـــــي عِـــقدٍ مَنثُور

وأنا سَــــاكِنٌ مُســــتَـــســــــــلمٌ

لا أُعَــــقِبُ أو أثــُــــور

مــَــــــاذَا يَحــــــدُث؟

أَوَلَســـــتُ أنا مَــــــن كَان يَكرهُ القَيدَ؟

الأن يُقَبِلهُ ويَضَعُهُ بِيَدَيهِ فَرِحًا مـَسرُور

أه منك ... سَلَبَتنِي مُوسِيقَي صَوتُكِ

حــُــريتي ورَاقصتني علي إِيقَاع دَلالٍ

جَـــعَل كُــــلَ الأَشــــــيَاءِ حَولِي تَدُور

ورَأيتُ القَـــمَرَ يُـقــبِلُ خِــــصــــرَهــــا

ومَعِــــي كُــــل الأَفــــلاك حَولَها نَدُور

هل حـَـــقاً مِــــتُ وأُنَـعَـمُ في الجَنَةِ بِبَنَاتِ الحُور؟

أم أنِي فِي الدُنيا أَهذِي مَجنُونٌ أنا خَلفَ السُور؟

لا بل أنا فِـــــي الدُنيا مَع قَبَـــساً من نُـــور

زَهرَةً بَريةً مِن أَرِيجها تُملاءُ الدُنيا عُطــُــــور

بِبَراعةٍ لم أعهدها رَمَمت نَفسِي وعَالَجت

قَلـــبِي المَكسُــــور

فـَصِــــرتُ مـِـن جَـــدِيدٍ أُبِــصِـــرُ عَلي يَدَيها

وأَعرِفُ مَعــنَي النُور

وعَلمَــــتني كَمَـــــا الفَرَاشــةُ كَيفَ يَكُونُ الَرَقص

وكَيفَ يَكُونُ الغَزَلُ عَفِيفَاً كالماء فِي القلبِ يَفُور

ووضَعتُ رأسِي عَلي كَتِفَيها فَنِمتُ كَطِفلٍ وَجَـدَ

الأمن ... أو مُحَــــاربٌ عَــــاد مِن غَــزوةٍ مَنصُــور

واســــتَيقَـظــتُ فــــــإذا بــِـــي كُــــــنت أحــلُمُ

ومَــــــازَالَ فِـــــي عَيــــنَاي بَصـِـــــيصاً من نُــور

وفِي أنفَاسِي أَجِدُ عِطرَهاَ وأَثرُ القَيدِ في يـدِي

ونَبضِي يَتَسَارعُ شَوقاً لها كأنهُ بُركــانٌ سَيثُور



كلمات: عبد الفتاح بدر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق