الاثنين، 11 نوفمبر 2013

نعم عشقتها



نعم عشقتها


أَيَا أنا ..... أحقاً عَشِقتَها عِـشقَ الهَـــــيام؟
أَيَا أنا .. أرضيتَ بها رَغمَ ما تُعانيهِ مِن آلام؟
أَيَا أنا ..... لماذا هــــي من وســـــط الأنام؟
أَيَا أنا .... أتدرك حجم الصعاب بهذا الغَــرام؟
أَيَا أنا أتُـــراكَ عَــشِقتَ النَجمَةَ من وسطِ الغَـمام؟
أَيَا أنا أستسلمت لها لمجرد صوت وبعض الكلام؟
أَيَا أنا دُلنــــي عـن السَــبـيل إليـــها وسط الغيام

وأُجِــيبُ علــــي نفسي
نعــــم عَشِقتُها عِشــــقاً يُـــذِيبُ الصَـــخـــرَ
ويحيل الجبال الشامخات إلي ذرات وحُطام
ورضِــيتُ بــها رغم ما لاقته وتلاقيه من ألام
فهــــي المُني وهــي للعُـمـرِ مسك الختام
وتخــيرتُــها كأندر قطعةِ ماسٍ لم تتخيلـــها الأحلام
مَحفُورٌ فوق بطانتها كلماتٍ نُقِشت بدقيـق الأقلام
تحـــكي أنـــها سُرقت رَغماً عنها وذاقــت مُرَ الأيام
وإخــتـبـئـت مُــنذُ عُقودٍ مَطمورةً وســـــــط الحطام
حــتي إلتقيـــتُها كــما يلقي الأميرُ أميرته وســط الأحلام
لكن طريقها مفروش بصعابٍ تَقتلُ من يقتربُ دون سهام
وأنا سلبتني روحها حق تقرير مصيري أو حتي الإستــسلام
فأعلنت الحرب بلا هوادة حتي أنقذها أو ألقي مصير الإعدام
فأنا من عَشقَ النَجــمة فَهل عِشقُ النجمة كَعِشقُ الأقـزام؟

فلكل غرام ثمنٌ يُدفع وثَمنُ غَرامي تَحريرُ النجمة من ذُل الأيام
ولهـــيبُ السَجَانِ يُحَـــاصرُها يخــنقُ في صــدرها كل الأنسام
يُقـيـــدُها بقيودٍ من نارٍٍ ممتزجٍ بالشــكِ الهـــــــدام
تبحث عَـمن يُخَـلِصُها من أهل الأرض لكن الكل نيام
القلب ذاب من الذُلِ مُقيدةٌ كَخَيلٍ كَبَلَهُ غَاصِبُهُ بِلِجَام
ممنوع أن تري النور ككل الأزهار وإن دخل النور رغماً عنها تُلام
ولكي ترتــــاح من ألمٍ وتُــــريح السَـــجَان فـــي اليقظةِ والأحلام
سجنت نفسها بإرادتها من أعوامٍ خَلفَ قماشٍ مَصبوغٍ بسواد الأيام
كمن تنتظر بفارغ صبرٍ تنفيذ حكم الإعدام

وأنا ما بين أنينها وأنات الحُزن ومَرارةِ عجزٍ أخــشــــي الإقدام
أخشي إن تسلقت السور أُحررها في السجانِ طبعَ الإجرام
فَــــيا كُل قوانين الدنيــــا مَــن يُجـــبرُ حُـــرةً أن تُسبي وتُضام
ومَـــن يَــرضــــي بِهَــــوانِ الشَرعِ شريــكٌ في الظُلمِ والإجرام
فليس القاتلُ يا ســــادة من قتل النفس وأزهــــق روح ليُلام
لكن القاتل من نَزع الروح من الحَـــيِ ليعيــش مبتُور الأحلام
وسجن الأمل في النفس وعلل للعالم فعلته بتعاليم الإسلام
ونسي أن الرب سبحانه
قـــــال لا تـتـجـســـس ... لا تقــذف مُـحـصــنـةً بالأوهـــــــــام

ومشي في الناس زيفاً كالناسك العابد بمعهود الجرأةِ والإقدام
ينشُرُ ضَـــلَالهُ بِحُسنِ الهيـــئةِ وبعض الآيـــات وحديث الإسلام
ونسي اللص الغادر كم خان وما زال يخون الرب علي مر الأيام
أَنسِيتَ كيف إقتلــعتَ الـزهرةَ من حُضن البستانِ والناسُ نِيام؟
وكيف مرت لياليها بأحضانك وسط أشواكك تتمني الإعدام
وكـــيف كُـــنت تُناولها الماءالمغصوب كالسُم تَتجرعهُ لِتَنام
وفي يَدك الأُخري سكينٌ تَقطرُ من دَمِها وإن صَرخت فهي تُلام
والأن بعـــد مُــــرورِ الأعـــوام مــازلت تتقن ذا الدور وفن الإجرام
إخـــلع عَــباءتك القبيحة وكفاك تجملاً فقناعك سقط مع الأيام
ويـــا ويــــل العــــالمِ إن غَـــدرَ الأهلُ ومَــن صلــي بالناس إِمام

وأُنهـــــي القِــصــــة يــــــا ســـادة بـــكلام كــــتب علي الأَجرام
مَــلــعُـــونٌ مـــن وضــــــع بِــــيادة فــــــوق كرامةِ حُرةٍ تُسبــــي
ومَلعُـــونٌ من سَبَ إمرأةً تصرخُ وترك الظالم وَوَجَهَ للمَقتُولِ مَلَام
ومَلعُـــونٌ أكبر من أعطي القاتل تفويضاً بالقتل وطَالبَ لِقَتِيله بالإعدَام


كلمات: عبد الفتاح بدر
 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق