الجمعة، 22 فبراير 2013

يُحكي أن

يُحكي أن

يُحكي أن


يُحكــــي أن
الشـــــاطــــر قلــبـــي عـشِـــقَ إمـــــرأةً
مــــن عــالـــمٍ جـــديـــد
فيــه كُل شيــــئٍ مصــنــــوعٌ مــن حديد
حتـــي قلــبُ حبـــيبي
مصـــنوعٌ مـــن أصـــلـــبـــها حــــــــديـــد
هــــذا القلـــبُ الصلـــد فتـــــح شــراينه
لـــي يـــوماً وهو شريد
لــــم أكــن أحـــلم نعـــــم: لان الحــديد
فـقـــد تحـــســـستُ فـــيــه الحـــــــــب
ينبــض مـــع نبــــض الوريد
فــتـــــراقـــص قلبـــي المســــكــــــــين
وإندفــــــع إليه كالطفل يلهو يـــوم العيد
وإختـــلط الــدم وصـــار لقلبي دمٌ جديد

ومرت الأيام
وأصيبت أحــدُ شــــرايـين القـلب الصلد
ولأني صدقت
أن القلـــبــين صـــارا كقــلــبٍ واحــــــدٍ
وهـــبـــتُ لــــه دمــــي وشــــرايـينـــي
ووقــفـــتُ بجــــانبـــه أجـــــاهـــــــــــــد
حــــتــــي تغــلـــبَ علــــي أحــــــــزانه
وأنا علي ظني أنه قلبي بجواره صامد
وفـــــي لحـــظةِ ضعــفٍ منــي صارحته
بــمــــا أعــــانـــي وأكابـــد
ونطـــق لســــانــــي وقـــال "أحــــــبك"
فــــانفـــــجر القلــــب الصلد كما المارد
وصـــــار يُـــكابـــرُ ويُعـــانـــــــــد
وزاد مــــن جــــبــــــروتــه بأن تـــنـــــكر
للقلب المسكين ولألامه وقف يشاهد
وإخـــتــفـي فجــــأةً ليـــهـــرب
ليظــل القلب المكلوم من بعده شارد

يتــســـأل لـــيل نهــــار مــــاذا أذنبـــتُ؟
وأوشــــك أن ينـــــــهار
بل قل يـــــا راوي أنـــــه فعلا إنـــــــــهار
وتفـــرق دمـــه يجري يندفعُ كما الأنهار
يبحـث عن هذا القلبُ القاسي بإصرار
ليـــســـألـــهُ
أكُلُ ما يحـــدث هروباً من كلمةٍ واحدةٍ
خــــرجت مني كقطرة من ماء الأمطار
فأنا عاشقهُ الُمغـرم
ومـــا تلك بجـــــنايــةٍ فـي عالم الأبرار
ومـــا علمــــتُ يومــــاً أن الحبَ جنايةٌ
تــــودي بصــــاحـــــبها إلــــي الـــــنار
فـإبتــــعد أيــــها القلـــبُ القاســــــي
كــما يحــــلو لك وتغـــرب في الأسفار
فأنا لن أُلاحقك ولن أختلق لك الأعذار
فقــلبـــــي قــــد مــــــات صــــــــــريعاً
للغــــدر مُحـــتــرقـــــاً بــــالنـــــــــــــار
ولـــــم يــبـــقــــي لـــيَ إلا الذكـــــــــــري
تعرف لحناً مراً علي ما تبقي من الأوتــار
مُــرددة في كل مكان أحبك يا قلباً جـــبار
وأعلـــقُ فــوق صدري لافتةً كُتب علـــيها
كــان هـــنا يــــرقـــدُ قلــــبي وحباً صــــار
وأزرع فيمن حـــولي من وحي هـواكـــي
بـســــــــاتــيـــناً مـــن أنـــــدر الأزهــــــار
فــــــأهٍ يا قــــلبُ لم يُقَــدِرُ قلبي وحـبي
أهـــــواك أقُـــولـــــها بــمــــــــــــــــــــــرار

وأعـــــود إلــــــي مستمـــعي القصـة من الأخيار
مُتسائلاً
هل يستحق قلبي بذنب الهوي معاملة الفُجار؟
وهل صـــــار الحــبُ يـا سادة سراً من الأســرار؟
وهل يمـــــوت كــل من يَصــــدُقُ؟
أم أن الصدق ذنبٌ تذنبه الأخيـار؟
وهل يضيع الوفاء بين القلوب ويختفـــي الأبرار؟
وهل سَــأُجَـــنُ فـــي نهــــايــــة قــصــــتــــــــي
وأصــــير كمـــــا قــــيس قصـــةً تتلاقفها الأخـبار
بــل ســـأتـــرك قـصـــتـــــي بـــــلا نـــهــــــايــــة
لأنــــنـــي لــــم أرتــــكــب تــــلك الجــــــنـــايــة
لأني أحبك ... وســـأظـــل أحُــبكِ حتي النهاية
حُـــبـــاً خــــالصاً لم يعرف يومـاً غـير حُبُكِ غاية
حتي صرت من هواكي في عالم العـشق آيـة


كلمات: عبد الفتاح بدر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق