رسالة إلي الشيطان
أنـــا وأنت فـــــي حَـــربٍ لا هــوادةَ فــــيها
إن كُــنت أنـت للغــوايةِ سُلطان فاللنفس
ربٌ يحميها
أَتــظـــنُ أنــك حـــين تــتـربـــص بالنفس
تُـــرضـيها؟
وهـــي تُــطِــيعك ولا تـدري إنك بالغِـواية
تُـــرديـــها
يا نفــسُ تَــرفـعـــي عن أحـمقٍ ماجنٍ
عَــصي الإله مــن قبل أن تنزلي للدنيا
تَبنِــــيها
وهــو لِــيومِ الدين لا يـيأس من دماركِ
فتوبي للرب يَحمِيِها
كـفــي يـــا شيـطانُ دمرت في النفس
أحلــي معــانــــيها
وإبتعــد فالقُــرب من الرحــمن أسمي
أمــانــيــــــــــــــها
والله لو لم يكن في الكون غير سعادةٍ
أنت للنفس تهديها
فالموت أكرمُ بتوبةٍ تلقي السعادة وحدها
للنفس تَـــأتِــيـــها
في جَـــنةٍ عـرضها كعرض السماء والأرض
للأبرار ربُ العرشِ بانيها
جَلَ الكريمُ بعفوه مهما بلغت ذنوبنا عنان
السماء برحمةٍ منه ماحيها
أكرم به وأنعم من إلهٍ خلق البرايا وهداها
لمـــا يُـحيـــيـــــها
وإن تــابت ورجــعت إليه أقبل إليها يُداويها
فيا رحــمن تُــب علــي كل العُصاةِ ونجنا من
مكرِ شيطانٍ وقف أمام النفس علي الصراط
يُـطــغــيـــها
ونَسيَ الرَجِيمُ رحمةَ الخالق أنها لكل العباد
يَــهـــديـــها
فَيَاوَيحِي من ذُنوبٍ أذنبتُها ونسيتها من يوم
الحسابِ أفتح كتابي أُلاقـــيها
تُعرض علـــيَ أمام الخلقِ كُلِهمُ ويا سوءتاهُ
كـــيــف أُدَاريــــــــها
فــياربِ كــما سترت في الدنيا يوم القيامة
جُد بالعفو وإخفيها
ولا تُشمت بيا الشيطانُ وحمله أوزار البرايا
وفي النار أدخله وحده خالداً فيها
فنحـــن والله يـــارب من دُونك ضِعافٌ فقوي
النفسَ بإيمانٍ لك يَنبتُ ويُثمرُ في فيافيــها
فكل الخلق عِبادٌ يرجون رحمتك مـولي العباد
فَجُد بالرحمةِ والإحسانُ ونحن بالحمدُ نُلاقيها
كلمات: عبد الفتاح بدر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق