الأحد، 26 أغسطس 2012

محــــــــــراب الجــــــــــمال


محــــــــــراب الجــــــــــمال


لم أدخُل محَراب الجَمَال من قَبِل أن ألتَقِيكِ

وهـــــأنذا اليوم أدخُـــــــــــله بَينَ يَديكِ

أدخُله عاشــــقٌ أضناه الهوي
وأصبَح أسيراً لجمالِ عَينيكِ

كُنتُ قَبلك ســــــندباد أجــــــــــــوب بِحَــــــــار الجَمال

واليوم صِرتُ من الرهبان راهباً في صومعة ذات الدلال

تُحايلني تارةً وتعذبني تارة ولا أعلـــــم لي معها حال

ولا أدري إن كان هذا جفاء أم كان هذا دلال

فمثلها لــــم أري لها مـــــــن قـبل مــــــثال

في حسنها لم تري عيني مثل هذا الكمال

هي ليست إمرأة ممن نعرف في هـــــــذا الزمان

هي إحدي حوريات القصص أو حدي نساء الجان

هي شمسٌ وقمرٌ ونجمٌ باهــــــر اللمعان

هي قصةٌ تُروي ويقال قيلها كان ياما كان

إذا ما تعلقــت عيني بها توقــــــف الزمان

وإذا ما تحركت تحرك شوقي داخلي كأنه بركان

وإذا ما تَنَفستُ عطرها بدأت في الهــــــــــذيان

أحبك أحبك كلمة أرددها ولا يعرف غيرها اللسان

فقد نسيت كل الكلمات الحسان وغير الحــسان

ولم تعُد عيناي تُفرق من بهاءها الألوان

وإذا ما إلتفتت عني لا أعرف سوي الأحــزان

رحماك يا إمرأة سلبت قلبي فصرت لها ولهان

رحماك ربة الجمال يا ساحرةً خضعت لحسنها الفرسان

فصـــــــــاروا وصِــــــــــــرتُ أســـــــري لهذه العــــــــينان

لا تحرريني فلم أعد أري حـــــــــــريتي إلا بقـــــــــــربك

فكل بقاع الأرض سواكِ بردٌ ولن تدفئني إلا أشعة شمسك

فأنا أسيرك وأنا سيدك وأنا من قَصَ عنك

وأنا البحــــــــار الذي تاه في مدن عينيك

ورجعت بعد عمري فلم أجد ذاك العمر إلا لحظة

ولم أري المطر الذي ذرفته عيناي في بعدك إلا دمعة

ولم أري الشمس ساطعة تنير محرابك إلا شمعة

ووجدت نفسي لم أزل بمحراب حبك أمشي ولم أصل نبعه


كلمات : عبد الفتاح بدر


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق